زينة رياشي: أطلب من الله أن يجعلني نعمة في حياة الآخرين

زينة رياشي زينة رياشي | مصدر الصورة: زينة رياشي

زينة رياشي هي مديرة التواصل الاجتماعيّ والاتّصالات للمسؤوليّة الاجتماعيّة في «إم بي سي». تطلّ اليوم عبر «آسي مينا» لتُشاركنا اختبارها الحيّ المفعم بمحبّتها لعائلتها، سائرةً في دروب الحياة وفق تعاليم والديها الهادفة إلى عيش المحبّة والخدمة والإصغاء باستمرار إلى صوت الربّ.

تقول رياشي: «أشعر بحضور الربّ عندما أتذكّر النعمة الكبرى في حياتي: أمّي وأبي وإخوتي. حين أبصرتُ النور، ظننتُ أنّ الأمّهات جميعهنّ يبذلن ذواتهنّ في سبيل أولادهنّ. وعندما نضِجتُ أدركتُ أنّني مخطئة، وأنّ الأمّهات لا يضحّين دائمًا من أجل أبنائهنّ ولا يحرصنَ جميعهنّ على تربيتهم وفق أسس سليمة».

وتضيف: «أمّي وأبي غرسا في وجداني سبل التعامل مع الناس بعيدًا من الطائفيّة، وبلا تمييز بين فقير وغنيّ. لقد تميّزتْ الطريقة التي ترعرعتُ عليها بكثير من الغنى. ومنذ طفولتي، كان بيتنا مفتوحًا للجميع. وعندما أواجه أزمة، أشعر بوجود الله من خلال دعم أسرتي غير المشروط».

وتكشِف: «اعتدتُ منذ الصغر التحدّث إلى أمّي وأبي عن كلّ ما يحدث لي، خصوصًا عندما أواجه أيّ تحدٍّ. حين كنتُ صغيرة، سألتُ ربّي لماذا خلقني وحيدة بين أربعة شباب، فأنا أحتاج إلى أخت تكون لي سندًا وتتشارك معي لحظات لا يمكنني مشاركتها مع إخوتي، وهذا كان تحدّيًا بالنسبة إليّ. لكن حين أصبحتُ شابّة، أيقنتُ أهمّية حضور إخوتي في حياتي».

زينة رياشي. مصدر الصورة: زينة رياشي
زينة رياشي. مصدر الصورة: زينة رياشي

وتُردف رياشي: «كنتُ أبوح لأمّي وأبي بكلّ ما يواجهني من مشكلات، حتّى بما قد لا يُعجبهما، فكانا يصغيان إليّ مُقدِّمين كلّ الدعم، وهذا الأمر جعلني أشعر بأمان وثقة وساعدني كي لا أقع بكثير من الأخطاء. ذات مرّة، تعرّضتُ للغدر من أصدقائي، فقال لي والداي: "صلّي لله فهو سيضع في حياتك أشخاصًا يستحقّون أن يكونوا فيها". فشعرتُ وقتذاك بأنّني أستطيع تخطّي كلّ الصعاب بوجود عائلتي معي».

وتُخبِر: «حين كنتُ أخاف من نظرة المجتمع وحكمه، علّمتني عائلتي أمرَين: الإصغاء إلى صوت الربّ وماذا يريدُ أن يقول لي، ومن ثمّ إرضاء ضميري لأنّ الله جاء إلى العالم ولم يتمكّن من إرضاء جميع البشر».

وتزيد: «لذا فإنّ الطريقة الفُضلى تكمن في الإصغاء إلى الله، وقراءة كلمته، وتطبيق تعاليمه، لكي نتعلّم التصرّف في مواقف معيّنة. وقد علّمتني أمّي ألّا أُحبَط وسط المحن لأنّها ستزول، وأنّه يجب أن أثق بقدراتي العقليّة والذهنيّة والنفسيّة وأن أتّكل على ربّي».

وتقول رياشي: «أحبّ القدّيسين، إنّما أرفع صلاتي مباشرة إلى الربّ يسوع. وفي بعض الأمور المصيريّة، مثل الحبّ والزواج، أخاطب أمّي العذراء مريم، وأسألها أن تساعدني لكي أحسن الاختيار، فهي في كثير من ظهوراتها تُشدّد على أهمّية تأسيس عائلة مسيحيّة مُصلِّية، وهذا ما أريده. وعندما أصاب بمرض، أدرك قيمة الصحّة، وأسأل يسوع أن يحفظها لي، إذ من الصعب الاتِّكال على الغير، وأطلب منه أن يجعلني باستمرار نعمة في حياة الآخرين».

وتُواصل حديثها: «أشكر الله على عائلتي، وأخصّ بالشكر أمّي وأبي على تعاليمهما. أبي توفّي لكنّ نعمته دامت في حياتي خمسة وثلاثين عامًا، فأشكر الله عليها. أبي سيظلّ حيًّا في داخلي؛ فهو من علّمني أن السعادة مرتبطة بعيش الخدمة، أي بوجود هدف في حياة كلّ إنسان. لهذا، أعمل لخدمة الآخرين، من موجوعين وفقراء ومرضى وأشخاص فقدوا الأمل أو ابتعدوا عن الله».

وتختِم رياشي: «بهذه الطريقة، أي بعيش الخدمة، يتجلّى هدف وجودنا، فنتّحد بالله ونقترب منه ونسعى إلى التجرّد من أنانيّتنا، عاملين بوصيّة الربّ: "بل مَن أَرادَ أَن يكونَ كبيرًا فيكُم، فَلْيَكُنْ لَكم خادِمًا. ومَن أَرادَ أَن يكونَ الأَوَّلَ فيكُم، فَلْيَكُنْ لَكم عَبدًا: هٰكذا ٱبنُ الإِنسانِ لم يأتِ لِيُخدَم، بَل لِيَخدُمَ ويَفدِيَ بِنَفسِه جَماعَةَ النَّاس" (متّى 20: 26- 28)».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته